Stylistic variation between Imam Hussain’s (PBUH) two speeches on Ashura day
DOI:
https://doi.org/10.63799/Abstract
لخطب الإمام الحسين (ع) ومواعظه وكلماته ورسائله حضور كبير في نفس المتلقي، ولا سيما تلك الخطب والرسائل والكلمات التي قيلت قبل نهضته المباركة وفي أثنائها، لأسباب منها أنها كانت تصدر عن إمام معصوم عادل حريص على الأمة الإسلامية وعلى مستقبلها; لأنه كان يرى ما يفعله حكام الجور والاستبداد بهذه الأمة التي وصفها الله تعالى بخير أمة أخرجت للناس، ومنها سعيه إلى الأمر بالمعروف النهي عن المنكر والسير بسيرة جدّه (ص) وأبيه (ع)، ومنها أن الحق لا يُعمل به والباطل لا يتناهى عنه، كما عبّر بنفسه عن ذلك، ومنها سعيه إلى إقامة العدل والأخذ بيد الناس إلى طريق الحقّ والإيمان; لذلك كانت هذه الخطب والكلمات والرسائل تنبع من قلبه الحريص على مصلحة الأمة الإسلامية وروحه النقية التي تحب الخير للآخرين بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم، فقد كان يوجه كلامه إلى اهل بيته وأصحابه; ليزيد في عزيمتهم وقوتهم على مواجهة الباطل، وليصفهم بأفضل الصفات، وليضع الوسام تلو الوسام على صدورهم العامرة بالإيمان، وكان يوجه كلامه إلى أعدائه محاولاً بيان حقيقة الأمور إليهم، ساعياً بكل صدق إلى احتوائهم والحوار معهم وجذبهم من طريق الكفر والضلال، الذي زينّه أهل الباطل لهم، إلى طريق الإيمان والصلاح الذي أراده الله لهم، وهو بعمله هذا يمثل القيم الإنسانية النبيلة في حوار الآخر وقبوله والسعي إلى احتوائه والسير به إلى طريق الخير والعدل، بعيداً عن الشر والظلم. من نصوص الإمام الحسين (ع) المهمة التي احتوت هذه المضامين، فضلاً عن مضامين أخرى، خطبتاه في اليوم العاشر من المحّرم، فقد نقلت كتب التاريخ، وكتب التراجم وكتب المقاتل هاتين الخطبتين، أو أجزاء منهما عند الحديث عن أحداث العام الحادي والستين للهجرة، أو عن شخصية الإمام الحسين (ع)، أو عن نهضته المباركة. وستنصب دراستنا على رصد المغايرة الأسلوبية بين الخطبتين، منتهجين آليات التحليل الأسلوبي عن طريق توظيف المنهج الأسلوبي في النقد. فالقارئ المدقق لهاتين الخطبتين يجد فرقاً جلياً بينهما في توظيف الأساليب واستعمال صيغ مخاطبة الآخر.

