Transportation geographical evolution of the Ancient Near East region (Mesopotamia and the Nile model)
DOI:
https://doi.org/10.63799/Abstract
يعد النقل أمراً ضرورياً للإنسان منذ نشأته الاولى، فندرة الغذاء وضرورة البحث عنه كانت الدافع الرئيس وراء تنقله من مكان إلى آخر، وأبسط وسائل النقل التي استخدمها الإنسان هي الأيدي العاملة والأكتاف والظهور من دون أية وسيلة أخرى مساعدة ، وان هناك العديد من العوامل التي حدّت من قدرة الإنسان على النقل ، كالظروف المناخية والتضاريس ، فضلاً عن محدودية الاعتماد على قدراته العضلية في نقل الأوزان الثقيلة ، مما دفعه إلى تطوير قدرته على النقل ، لاسيما بعد اكتشاف الإنسان للزراعة واستئناسه بالحيوانات واستعمالها لأغراض النقل ، مما وفر سبل الانتقال إلى مسافات أطول ، وهذا ما ساعد على اتساع الرقع الجغرافية المكتشفة والازدياد في التبادل التجاري . لقد أدى تباين خصائص البيئة إلى تباين حيوانات النقل المستخدمة ، إذ تزداد عقبات النقل البري في الغابات الكثيفة والجبال المرتفعة ، وأصبح الحصان من أهم وسائل النقل فيها. أما الجمل فكان من أهم وسائل النقل في المناطق الصحراوية لقدرته على قطع مسافات طويلة من دون حاجة إلى التزود بالماء والغذاء ، فضلاً عن مقدرته على التحرك في رمال الصحراء ونقل الأوزان الثقيلة ، أما الحمير فقد استخدمت على نطاق واسع في العراق قبل استخدام الحصان والجمل بفترة طويلة . يمثل اكتشاف العجلة ثورة في تاريخ الإنسانية بشكل عام والنقل بشكل خاص ، ويرجع الفضل في ذلك إلى العراقيين القدماء ، وذلك في حدود منتصف الألف الرابع قبل الميلاد، فاستخدمت العجلة في صناعة العربات التي تجرها الحيوانات ، مما أسهم في زيادة قدرة الإنسان على الانتقال عبر مسافات أبعد ، وزاد ذلك من مداركه الجغرافية عن البيئة التي يعيش فيها . وأقدم نماذج العربات تتمثل بما اكتشفته بعثة أكسفورد في آثار مدينة لكش من عربات هي أقدم ما عرف عن العربات ذات العجلات في تاريخ العالم، كما عرفها المصريون القدماء في حدود عام 1650 ق.م. ويعد النقل المائي أيضاً من أقدم وسائل النقل التي استخدمها الإنسان بعد استخدامه للحيوانات في النقل ، فقد أثار اهتمام الإنسان القديم قدرة جذوع الأشجار على الطوفان على سطح الماء حتى بإضافة وزن لها ، ثم اهتدى الإنسان إلى عملية ربط جذوع الأشجار بعضها إلى بعض بالشكل الذي يزيد من مساحة السطح الأفقي الطافي على سطح الماء ويزيد بالتالي من إمكانية نقل بضائع أكبر حجماً وأثقل وزناً. تشير الدراسات التاريخية إلى أن العراقيين والمصريين القدماء هم من أوائل من استخدموا ذلك النمط في النقل المائي، ومن وسائل النقل المائي التي ظهرت في العراق القديم منذ العصر الأكدي حوالي سنة (2340ق.م) القفة المصنوعة من القصب. ويعد العراقيون والمصريون القدماء أولَ من استخدم الشراع ، إذ تم العثور على أقدم نموذج من الفخار لقارب شراعي في قرية زراعية جنوب العراق (أريدو) يرجع تأريخه إلى الألف الرابع قبل الميلاد، كما ان المصريين القدماء استخدموه في النقل النهري في النيل.

